الثانوية الإعدادية 11 يناير مولاي يعقوب                             المكون: النصوص(صص238-239)
  مــــــــــادة:  اللغة العربية                                                              المجزوءة: مناهج نقدية حديثة          
  الأستــاذ: محمد غازيــــــوي            ما هي البنيوية            المرحلـــة: التحليل
تحليـــل النــص
معجم النص
توزعت مفاهيم ومصطلحات النص على ثلاثة حقول معجمية شكلت مستويات الدراسة البنيوية لبنية النص، وقد وردت على الشكل التالي:
مستويات الدراسة البنيوية للنص
المستوى الصوتي
المستوى التركيبي
المستوى الدلالي

المصطلحات والعبارات المرتبطة بها
الوقف – النبر – المقطع – التنغيم – القافية..
طول الجملة – المبتدأ والخبر – العلاقة بين الصفة والموصوف – الروابط – الصيغة الاشتقاقية – الصيغ الاشتقاقية...
التشابه –التعارض – التوازي – التجاور – التقابل...

     أقام الناقد كذلك مقارنة بين المنهج البنيوي والمناهج الأخرى، وهذا ما يجعلنا نقف عند مجالين مختلفين لدراسة النص الأدبي، يمكننا تتبعها كالآتي:
مجال الدراسة في المنهج البنيوي
مجال الدراسة في المنهج الأخرى
-         التركيز على الجوهر  الداخلي للنص الأدبي
-         العمل الادبي له وجوده خاص وله منطقه ونظامه
-         له بنية عميقة
-         هدف التحليل البنيوي التعرف على البنية العميقة.
-         لا يعترف البنيويون بالبعد الذاتي والاجتماعي
-         لا يعترف البنيويون بالبعد التاريخي
-         تخليص النص من الموضوع والأفكار
-         القارئ هو الكاتب الفعلي للنص
-         النص يحاور نفسه....
-         دراسة إطار الأدب ومحيطه وأسبابه الخارجية
-         تقع في شرك التحليل التعليلي
-         تفسير النصوص في ضوء سياقها الاجتماعي
-         أو التاريخي
-         الاهتمام بالموضوع والأفكار والمعاني
منهجية بناء النص
      سلك الناقد منهجا استنباطيا في بناء قضية النص، تتجلى معالمه في طرح أسئلة في البداية تتعلق بالقضية ثم الانتقال إلى الإجابة عنها من خلال عرض تسع خطوط عامة للتحليل البنيوي.
الأساليب الحجاجية المعتمدة
    استعان الناقد بمجموعة من الأساليب الحجاجية لمقاربة قضية النص، ونقتصر على ذكر:
-         التعريف: يعرف الناقد الأدب عند البنيويين بكونه(كيان لغوي مستق)،أو(جسد لغوي)، وهو(نظام من الرموز والدلالات التي تولد في النص).وعرف الرواية بأنها "مجموعة من الوظائف"، والقصة "هي مجموعة من الجمل".
-         المقارنة: قارن الناقد بين المنهج البنيوي والمناهج الأخرى في أكثر من مناسبة، يقول مثلا: "لا يعترف البنيويون بالبعد التاريخي أو التطوري  للأدب..."،" لا يعترف البنيويون بالبعد الذاتي أو الاجتماعي للأدب...".
-         الشرح والتفسير: سعى الناقد إلى تفسير كل الخطوط  العامة للتحليل البنيوي التسع، لذلك نجد هذا المنحى التفسير يطبع النص، ولنضرب لذلك مثلا بـ :"لأن ذلك يعني التعرف على قوانين..."،"كواقع ألسني أي مجموعة ..."،"لأي كان هؤلاء القراء يقومون بترجمة النص كما يقول بارت"...
-         الاستشهاد: استشهد الناقد بمجموعة من النقاد الغربيين البنيويين ومنهم(بارت، تودوروف، بروب)، حيث نجد مثلا: "مؤثرة في السياق العام للرواية كما يقول بروب"، "أي كأن هؤلاء القراء  يقومون بترجمة النص كما يرى بارت".
-         التمثيل: مثل الناقد بالروائي نجيب محفوظ حين كان بصدد تأكيد اهتمام البنيويين بالبنية دون الى اللجوء إلى عوامل خارج النص، كما مثل بمجالات أخرى(المسرحية، السينما، الرسوم المتحركة، الشعر القصصي)التي تقبل تطبيق مخطط الوظائف.
-         التفريع: ويتجلى ذلك من خلال تقسيم الخطوط العامة للتحليل البنيوي إلى تسع خطوط، خص كل خط بدراسة لعنصر من عناصر القضية.
وسائل الاتساق
      يتعزز البعد الحجاجي للنص بتوظيف الناقد لوسائل اتساقية متنوعة، لعل من أبرزها الإحالة التي تكون تارة بواسطة الضمائر(هو، هما، هم،...) وتارة بواسطة أسماء الإشارة(هذا، هناك، تلك، هذه..) وتارة بواسطة الأسماء الموصولة (التي، الذي، ما،..)، وتحقق الاتساق كذلك عن طريق الوصل بأنواع؛ كالربط التماثلي(الواو، الفاء، ثم، أو...)، والربط العكسي والزمني. أما الاتساق المعجمي فنجده في تكرار التطابق الذي يتجسد في تكرار(التحليل البنيوي، البنيويين، بنية النص، العمل الأدبي، الوظائف، القارئ،...).
أسلوب النص
     بالنظر إلى لغة النص يبدو أنها تنحو منحى علميا في الطرح والتحليل، فهي تنزع إلى الوضوح والتقريرية حتى تصل إلى أكبر شريحة من القراء، غير أن ذلك لا ينفي أنها تكتسي أحيانا بعض الصعوبة نظرا لتضمنها بعض المصطلحات التي تنتمي لحقول معرفية وأجناس أدبية متنوعة، وذلك من قبيل( البنية العميقة، الأثر الادبي، النبر، التنغيم، الصيغ الاشتقاقية، المصاحبات اللغوية، القارئ هو الكاتب الفعلي للنص...).
وسائل الانسجام
     تضمن النص العديد من المصطلحات التي ساعدت القارئ على تحقيق انسجام النص، ذلك أن الناقد يفترض توفر القارئ على معرفة خلفية تساعده على فهم بنية النص من خلال توظيف مبادئ التأويل المناسبة لإعطاء قراءة سليمة للنص، وبالتالي التعرف على المنهج البنيوي ومفاهيمه وخطوات تحليله للنص الأدبي.
التركيب
         نخلص في آخر  تحليلنا إلى كون النص يعالج قضية نقدية تتعلق بالمنهج البنيوي، وذلك من خلال تحديد الناقد لمفهومه بوصفه منهجا يركز على الجوهر الداخلي للنص الأدبي ويتعامل معه دون أية افتراضات خارجية كما تفعل المناهج الأخرى (المنهج التاريخي، والمنهج الاجتماعي، المنهج النفسي،...)، ثم  المقارنة بين المنهج البنيوية وباقي المناهج، وكذا رصد آليات تعامله مع النصوص الأدبية والتي تبرز من خلال الوقوف على جملة من المستويات الصوتية والنحوية والايقاعية والأسلوبية والحكائية، الامر الذي جعلنا نقف عند مجموعة من المصطلحات البنيوية مثل(النظام، البنية العميقة، بنية مستقلة، الجوهر الداخلي للنص، شبكة من العلاقات، التحليل البنيوي، المستويات...). ثم اختتام الناقد النص بتحديد تصور البنيويين لمفهوم القراءة ودور القارئ، حيث يعتبرون القراءة والكتابة وجهان لحقيقة واحدة أو قيمة واحدة. ومن أجل تقديم تصور واضح حول المنهج البنيوي والإجابة عن الأسئلة المطروحة في بداية النص استند الناقد على جملة من الوسائل اللغوية والمنهجية والحجاجية والاتساقية، ومن ذلك اختيار تصميم استنباطي في هندسة النص، وتوظيف أساليب حجاجية من قبيل التعريف والمقارنة والاستشهاد، فضلا عن الاستعانة بأدوات الاتساق المتنوعة كالإحالة بأنواعها والوصل بأشكاله المختلفة والاتساق المعجمي سواء القائم على التكرار أو التضام.
        لعل أهم ما نؤكده في ختام تحليلينا هو أن الناقد قد وُفق في تقديم تصور واضح حول الخطوط العامة للتحليل البنيوي واختلافه عن المناهج النقدية الأخرى في تحليل النصوص الأدبية، وهذا ما يجعل من النص المدروس نموذجا للنصوص النظرية التي تُعرف بالمنهج البنيوي ومصطلحاته، وكيفية تعامله مع النص الأدبي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحليل الشمولي لمؤلف ( الشعرية العربية ) أدونيس

الوعي الكائن والوعي الممكن في قصيدة "سبتة" لأحمد المجاطي(الفهم)

الاتساق (2