النص النظري: من السياق الأدبي إلى السياق الاجتماعي (مرحلة التحليل)
الثانوية الإعدادية 11
يناير مولاي يعقوب المكون: النصوص(صص205-207) مــــــــــادة: اللغة العربية المجزوءة: مناهج نقدية حديثة
الأستــاذ: محمد غازيــــــوي المرحلـــة: التحليل
من السياق الأدبي إلى السياق الاجتماعي
صلاح
فضل
تحليـــل
النــص
معجم
النص
توزعت مصطلحات النص على ثلاثة حقول معجمية، وردت على الشكل التالي:
الحقول المعجمية
|
المصطلحات الدالة عليها
|
الحقل الاقتصادي
|
الإنتاج، التسويق، الاستهلاك، منتج السلعة
الأدبية، تسويق الكتاب،.....
|
الحقل الاجتماعي
|
الظواهر الاجتماعية، مصطلح الاجتماع، الأعمال
الإنسانية، طابعها الاجتماعي الطبقي،..
|
الحقل الأدبي والفني
|
الأجيال الأدبية، الحياة الأدبية، أثر النقد،
العمل الأدبي، القراءة وأنواعها وظروفها،....
|
نستنتج من خلال الحقول الدلالية اعتماد الناقد مصطلحات من حقول مختلفة
مما يدل على امتلاكه لعدة مصطلحية
كفيلة بمقاربة قضية النص بصورة علمية من مختلف جوانبها. كما نلاحظ
هيمنة الحقل الاجتماعي وهذا ينسجم مع هدف النص ورغبة الناقد في تِبيان المنهجين
المعتمدين في الدراسة الاجتماعية للأدب.
منهجية
بناء النص
سلك الناقد منهجا استنباطيا في بناء قضية النص،
تتجلى معالمه في تحديده للقضية أولا، وهي وجود منهجين في دراسة اجتماعية الأدب، ثم
انتقل الناقد إلى تحديد سمات وخصائص ومصطلحات كل منهج على حدة.
الأساليب
الحجاجية المعتمدة
استعان
الناقد بمجموعة من الأساليب الحجاجية لمقاربة قضية النص، ونقتصر على ذكر:
-
التعريف: ويمكن أن نجده في
تعريف الناقد لكل منهج، حيث يقول: "الأول: يمكن تسميته علم اجتماع الظواهر
الأدبية..."، كما يعرف رؤية العالم بكونها: "مظهر الوعي الجمالي في صلته
بالمؤلف والمجتمع...".
-
المقارنة: حيث قارن الناقد
بين علم اجتماع الظواهر الأدبية وعلم اجتماع الإبداع الفني، وقارن بين مرحلتي الفهم والشرح في التحليل البنائي، يقول:
"فإذا كان الفهم يميز البنية الدالة للعمل الأدبي فإن الشرح يشمل إدراج هذه
البنية في أخرى أكبر منها... ".
-
الشرح والتفسير: ويكمن في تتبع
الناقد للمنهجين المعتمدين في دراسة اجتماعية الأدب، وتفسير مراحل علم اجتماع
الظواهر الأدبية(الإنتاج-التسويق-الاستهلاك)، وتفسير مرحلتي الفهم والتحليل في
التحليل البنائي عند كولدمان.
-
الاستشهاد: وفيه يستحضر الناقد
قول اسكاربييت بخصوص دراسة علاقة الظواهر الجمالية بالطابع الاجتماعي للأدب. كما استحضر قول
بياجيه في تعريف البنية الدالة.
وسائل
الاتساق
يتعزز البعد الحجاجي للنص بتوظيف الناقد لوسائل اتساقية متنوعة، لعل
من أبرزها الإحالة التي تكون تارة بواسطة الضمائر(هو، هما، هم،...) وتارة بواسطة
أسماء الإشارة(هذا، هناك، تلك، هذه..) وتارة بواسطة الأسماء الموصولة(التي، الذي،
ما،..)، وتحقق الاتساق كذلك عن طريق الوصل بأنواع؛ كالربط التماثلي(الواو، الفاء،
ثم، أو...)، والربط العكسي (إلا أن، على أن، بينما...)،والربط السببي(وعلى هذا،
ومن هنا، لهذا...)، والربط الزمني(من قبل، عندئذ..).أما الاتساق المعجمي فنجده في
تكرار التطابق الذي يتجسد في تكرار(علم الاجتماع، المجتمع، الأدب، الدراسة، البنية
الدالة، رؤية العالم..)، وتكرار الترادف(الكتاب=الأدباء، الدراسة=التحليل،...).
نجد كذلك اتساقا معجميا قائما على التضام
من خلال التعارض بين بعض الكلمات:(الانتاج≠الاستهلاك، الفردية ≠الاجتماعية، جزئيا≠كليا.. ).
التركيب
نخلص في
آخر تحليلنا إلى كون النص يعالج قضية
نقدية تتعلق بمنهجين بارزين في دراسة
اجتماعية الأدب، وهما علم اجتماع الظواهر الأدبية، وعلم اجتماع الإبداع الفني، وقد
تتبعهما الناقد بتحديد موضوعهما، ومراحلهما في دراسة الظاهرة الأدبية، ثم تحديد
مصطلحاتهما والمفاهيم المرتبطة بهما. ومن أجل معالجة قضية النص بطريقة موضوعية استند
الناقد على جملة من الوسائل اللغوية والمنهجية والحجاجية والاتساقية، ومن ذلك اختيار منهج استنباطي في
بناء النص، وتوظيف أساليب حجاجية من قبيل التعريف والمقارنة والاستشهاد، فضلا
عن الاستعانة بأدوات الاتساق
المتنوعة كالإحالة بأنواعها والوصل
بأشكاله المختلفة والاتساق المعجمي سواء القائم على التكرار أو التضام.
وعلى العموم فإن الناقد قد نجح في تقديم
تصور واضح حول الدراسة الاجتماعية للأدب، وهذا ما يجعل من النص المدروس نموذجا
للنصوص النظرية التي تُعرف بالمنهج الاجتماعي ومصطلحاته ومراحل دراسته للظاهرة
الأدبية.
تعليقات
إرسال تعليق