تتبع البعد الأسلوبي في رواية اللص والكلاب

الثانوية الإعدادية 11 يناير مولاي يعقوب                                 المكون: المؤلفات
  مــــــــــادة: اللغة العربية                                             السنة الثانية من سلك الباكلوريا  
   الأستــاذ: محمد غازيــــــوي                                        مسلك الآداب والعلوم الإنسانية                                                                    اللص والكلاب
                                                         نجيب محفوظ
I-القراءة التحليلية:
التحليل الشمولي
5. تتبع البعد الأسلوبي في الرواية
    ستقف عند مجموعة من العناصر في دراسة أسلوب رواية اللص والكلاب، ومن ذلك:  
-       اللغة: لغة الرواية لغة شفافة واضحة ومعبرة، هي لغة واقعية تصويرية ، سعى من خلالها الكاتب إلى إيهامنا بواقعية الأحداث من خلال الحرص عل انتقاء لغة لك شخصية حتى تناسب ثقافتها وموقعها الاجتماعي.
وظف نجيب محفوظ كذلك ما يسمى بالتهجين اللغوية وهو استعمال بعض الكلمات والتعابير من اللغة العامية إلى جانب اللغة العربية الفصحى.
يمكننا أن نميز بين أنواع ثلاثة من اللغة في ارتباطها بالشخصيات:
أ‌-     لغة قاسية وعنيفة(السباب) وساخرة، لغة كبار اللصوص المحترفين، لغة تمتح من عالم الحيوان(قطة متنمرة، كلب تافه، فيل في الضخامة، عقرب، الثعلب، وجه ممتلئ كالبقرة، ابن الأفعى...)، وهذه اللغة هي التي تميز شخصية سعيد مهران.
ب‌- لغة صوفية: وهي خاصة بالشيخ الجنيدي، لغة ذات مسحة دينية روحانية يغلب عليها الإيحاء.
ج- لغة قانونية: هي لغة المثقف علوان صاحب جريدة الزهرة، ولغة البوليس وهم يطالبون من مهران الاستسلام.
   رغم ما تبدو عليه لغة الرواية من وضوح وبساطة فإنها لغة تم سبكها بدقة وجمالية ورمزية وانتقاء كلماتها بعناية تنم عن احتكاك الكاتب بالواقع المعيش والتفاعل مع قضاياه، كما تبرهن على ذوق وتمكن نجيب محفوظ من مقومات الكتابة الروائية الرصينة.
2-السرد:
    بنى السارد رواية اللص والكلاب على شخصية محورية اتخذها ركيزة لتقديم أحداث الرواية، وبتوظيف ضمير الغائب اضطلع بتقديم الأحداث دون المشاركة فيها. إن تتبع السارد لشخصية سعيد مهران ولأحاسيسه ولماضيه ولتخطيطاته المستقبلية يجعلنا نجزم أن الرؤية الموظفة في الرواية هي الرؤية من الخلف، ذلك أنها هي الرؤية الكفيلة بتقديم كل شيء عن الشخصية.
 3-الحوار :
    حضر الحوار بنوعيه، الداخلي والخارجي. لكن الحوار المهيمن هو الحوار الداخلي، والذي من خلاله نتعرف على نفسية مهران وعلى علاقاته بالشخصيات الأخرى كما نتعرف على مواقف الشخصيات وسماتها وكل ما يتعلق بها.
     تأتي هذه الحوارات الداخلية على شكل هلوسات واستبطانات واستباقات واسترجاعات لا تعرف النظام ولا الترتيب غالبا ما يتم توظيف فيها ضمير المتكلم ممتزجا بضمير الغائب.
    النوع الاخر هو الحوار الخارجي الذي كان يدور بين الشخصيات؛ بين سعيد ورؤوف علوان، وبين سعيد والشيخ الجنيدي، وبين سعيد ونور، وبينه وبين طرزان. وقد تميزت الحوارات بالقصر والتكثيف والخلو من الكلام الذي لا فائدة منه، إنها تعبر بدقة عن مشاعر الشخصيات وثقافتها ومواقفها. 
4-الوصف:
   حضر الوصف في الرواية إلى جانب تقنيتي السرد والحوار، وقد تناول الوصف الشخصيات(سعيد مهران، الشيخ الجنيدي، نور، نبوية... )، وقد أخذ وصف الشخصيات مقوماته من العالم الحيواني، ورد في الرواية : "جاءكم من يغوص في الماء كالسمكة، ويطير في الهواء كالصقر، ويتسلق الجدران كالفأر"، وارتبطت الاوصاف الحيوانية بسعيد مهران(النمر، الأسد، السمكة، الثعلب، الصقر...)، وبأعدائه (نبوية قطة متنمرة- عليش كلب تافه وفيل في الضخامة - وعلوان وجه ممتلئ كالبقرة...).  
   ارتبط الوصف كذلك بالأماكن (بيت نور- مقام الجنيدي- بيت عليش- قصر علون...)، ثم الأحاسيس (أحاسيس مهران، وأحاسيس عليش، أحاسيس نور..).وقد اتسم الوصف بالدقة وجمالية التصوير، وساهم في إبطاء حركية السرد وتشويق القارئ لمعرفة الشخصيات وتتبع الأحداث حتى النهاية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحليل الشمولي لمؤلف ( الشعرية العربية ) أدونيس

منهجية مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

الوعي الكائن والوعي الممكن في قصيدة "سبتة" لأحمد المجاطي(الفهم)