تتبع البعد الاجتماعي في رواية اللص والكلاب
الثانوية الإعدادية 11 يناير مولاي يعقوب المكون:
المؤلفات
مــــــــــادة: اللغة
العربية السنة
الثانية من سلك الباكلوريا
الأستــاذ: محمد
غازيــــــوي مسلك الآداب والعلوم الإنسانية اللص والكلاب
نجيب
محفوظ
I-القراءة التحليلية:
التحليل الشمولي
4. تتبع البعد الاجتماعي في الرواية
تقدم رواية اللص والكلاب صورة دقيقة عن المجتمع المصري بعد حوالي تسع سنوات
من قيام ثورة الضباط الأحرار1952، ونذكر من معالم هذا المجتمع وجود العديد من الفئات الاجتماعية مبنية
على التراتبية الاجتماعية (الطبقية) ،وقد جاءت على الشكل
التالي:
-فئة الأغنياء الانتهازيين: الذين سطوا على
أموال الشعب وخانوا مبادءهم وسخروا الإعلام والأمن لصالحهم، ورؤوف علوان صورة
لهؤلاء.
- فئة العصابات أو الخارجين على القانون:
يمثلهم سعيد مهران قبل دخوله إلى السجن، وعليش الذي انقلب عليه، فهم كذلك لهم رجال
ولهم قوانينهم الخاصة(النهب والسرقة والقتل والاتجار في الممنوعات..)، وهي فئة
تعيش على الهامش.
- فئة الجواسيس أو المخبرين: هم أعوان
للسلطة وللمتمردين عليها، ومنهم: أتباع عليش، والمعلم بياضة، المعلم طرزان...
- فئة المريدين: لهم حياة خاصة تقوم على ممارسة الذكر
والتآزر فيما بينهم لمواجهة الحياة الصعبة، وعلى رأسهم الشيخ الجنيدي.
انخرطت هاته الفئات
الاجتماعية في ثلاث مؤسسات اجتماعية أدت أدوارا اجتماعية مختلفة، وهي
كالآتي:
المؤسسات الرسمية
للدولة: وتتمثل في الإعلام (الصحافة)والأمن والسجن، ومن مميزاتها القمع
والفساد ومحاولة حماية النظام بأية طريقة.
المؤسسة الدينية:
وهي جماعات دينية اضطلعت بمهمة التعاون والتطهير الروحي وإحداث التوازن في
المجتمع. والذي يمثل هذه المؤسسة هو مقام الجنيدي.
وبخصوص العلاقات الاجتماعية فإننا نجد كل العلاقات ترتبط
بالشخصية المحورية سعيد مهران، وهي تتوزع بين علاقة التفاعل والتعاون والتعاطف مع
الأصدقاء(الجنيدي- طرزان-نور)، وعلاقة الصراع مع الأعداء (عليش – رؤوف- نبوية).
أفرزت الطبقية والفئوية الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية
المتناقضة العديد من القيم الاجتماعية توزعت على:
- القيم الأصيلة القائمة على الثبات (الجنيدي، طرزان...)
- القيم الزائفة التي تنهض على الخيانة والانتهازية والتي أفرزت ظواهر
اجتماعية سلبية من قبيل: (الفساد، المتاجرة في الممنوعات، النفاق، الجاسوسية،
القتل، اللصوصية...).
والمفارقة الغريبة هي أن
سعيد مهران يُعد نفسه ممثلا للقيم الأصيلة ويظل ثابتا على مواقفه، وهو يحاول أن
يبرر سلوكياته على أنها صحيحة وموجهة نحو شخصيات تستحقها. فهو لص وقاتل لكن له
مبادئ وقيم وهو أفضل من (الكلاب) الذين تنكروا لقيمهم لذلك حاول محاربتهم رغم
الصراع غير المتكافئ.
تعليقات
إرسال تعليق