تتبع البعد النفسي في رواية اللص والكلاب
الثانوية الإعدادية 11 يناير مولاي يعقوب المكون:
المؤلفات
مــــــــــادة: اللغة
العربية السنة
الثانية من سلك الباكلوريا
الأستــاذ: محمد
غازيــــــوي مسلك الآداب والعلوم الإنسانية اللص والكلاب
نجيب
محفوظ
I-القراءة التحليلية:
التحليل الشمولي
2. تتبع البعد النفسي في الرواية
ما نسجله منذ البداية بخصوص البعد النفسي في
رواية اللص والكلاب هو الحضور الكبير للمواقف النفسية، وتنوع المشاعر في العلاقات
الموجودة بين شخوصها. وقد أسهم هذا البعد في البناء الدرامي لأحداثها وتشويق
القارئ لمتابعة الأحداث حتى النهاية، متعاطفا مع بعض شخوصها وكارها لأخرى نتيجة
سلوكاتها.
ويمكننا
تتبع البعد النفسي للشخصية المحورية سعيد مهران من خلال الوقوف على
مرحلتين:
-
المرحلة
الأولى قبل دخوله إلى السجن حيث كان ينعم بنوع من الاستقرار، فسعيد كانت له زوجة
مطيعة، وتابع أمين، ورجال في الخدمة وأموال، وكل ما من شأنه أن يجعله سعيدا.
-
المرحلة
الثانية: حين خروج سعيد مهران من السجن، حيث نجد مشاعر مضطربة لديه، وهي مشاعر
تعكس حالة عدم الاستقرار، ويمكن تحديد بعضا كالآتي:
1- الكراهية :أثناء خروج سعيد من السجن خرج عصبيا ومتوترا، وحاد المزاج، ويشعر
بالوحدة والعزلة وانعدام الأمان، إذ لم يجد من يستقبله وقت خروجه. وهكذا تأججت نار
الكراهية عنده لعليش ونبوية، وبعد ذلك لرؤوف علوان، ومن ثمة الرغبة في الانتقام
منهم. إن الخيانة غيرت أحاسيس مهران وجعلته يمقت كل شيء، ويكره أعداءه وكل من يتصل
بهم، بل ترتب عن ذلك كرهه للمرأة بصفة عامة لأن كل امرأة تذكره بنبوية الخائنة.
يقول: "لم تعد لي ثقة في جنسها كله..."ص32، وكذلك أثناء حديثه مع
نور(أنظر ص75).
2- الاضطراب النفسي: منذ خروج سعيد من السجن وهو يعيش اهتزازا نفسيا يعكسه
كلامه، فالإحساس بالخيانة والتفكير في الانتقام تحت وطأة الاضطراب النفسي أعمى
مهران عن استعمال العقل فكان يتصرف كالمجنون، وهذا ما يظهر من خلال حواراته مع
علوان أو الجنيدي أو مع نور أو مع المعلم طارزان. يقول:
-"رأسي دائر، مازال
دائرا منذ خرجت من السجن"، "لا أدري لست في حالة طبيعية."ص43.
إن الاضطراب النفسي أفقد سعيد كل مهاراته
وثقته في نفسه، وجعله لا يأبه لتحذيرات كل من نور والمعلم طارزان، أو نصائح الجنيدي:
-"توضأ واقرأ..."ص25 -"ولا كلمة أنا أحافظ عليك أما انت فلا تحافظ
على نفسك.."ص117
وينجم عن الاضطراب النفسي الأحلام المرعبة
والكوابيس أثناء نومه، فهو لم ينعم بالاستقرار والراحة النفسية حتى أثناء نومه.
3- الندم: كان سعيد يشعر بالندم بسبب رصاصاته العمياء التي لم تصب إلا الأبرياء
الضعفاء، وهذا الفعل هو ما يزيد من المعاناة النفسية لسعيد ومن كراهيته لأعدائه،
فقد كان بعد كل عملية يصرخ "اللعنة"، ويعتبر أن ما يقوم به جنونا، يقول:
"أما مسدسك فالظاهر أنه لا يقتل إلا الأبرياء وستكون أنت آخر ضحية له. وتساءل
بصوت جاف: أهذا هو الجنون؟"ص119.
4- الحب: في خضم الكراهية ومشاعر الاضطراب النفسي تنبثق مشاعر المحبة لدى
سعيد، لكنها ليست للجميع، وإنما تخص ابنته سناء التي شغلت باله أكثر من مرة. وكذلك
بالنسبة لنور، فرغم تجاهله لها أحيانا فإن قلبه كان يحبها، لأنه كان يرى فيها
سناء، لا ناصر لهما، وكان يخاف عليهما من واقع الخيانة والظلم والفساد،
يقول:" أحبك يا نور، بكل قلبي أحبك، وأضعاف ما أعطيتني من حب.. ".
أما بالنسبة للشخصيات الأخرى داخل الرواية
فإن مواقفها النفسية تنوعت بين الكراهية والحب والتعاطف والخوف بحسب واقعها النفسي
وانتمائها الاجتماعي، وعلاقتها بسعيد مهران. وهكذا نجد:
-
علوان ونبوية:
الإحساس بالخوف هو الذي دفعهما إلى مغادرة بيتهما إلى وجهة أخرى غير معروفة. وهما
يكنان كراهية لسعيد مهران.
-
رؤوف علوان: يبادل سعيد نفس
الكراهية، ويهدف إلى القبض عليه وتحريك آلية الصحافة من خلال جريدة الزهرة.
-
الشيخ الجنيدي:
الارتياح النفسي النابع من الذكر والصلوات، فالمقام بالأساس مكان الارتياح
والطمأنينة النفسية، لكن للأسف فإن سعيد لم يجد ذلك، ولهذا السبب كان لا يستقر فيه
كثيرا، ويتبين ذلك حين قال له الجنيدي: "تقصد الجدران لا
القلب" أثناء الحوار الذي دار بينهما حين قصده سعيد ليمكث عنده.
-
نور: كانت
تحب سعيد وتخاف عليه نتيجة تهوره...
تعليقات
إرسال تعليق