تحليل نصي لقصيدة "الليل والفرسان" مرحلة التحليل


 
  الثانوية الإعدادية 11 يناير مولاي يعقوب                                    المكون: النصوص(صص246-248)
  مــــــــــادة: اللغة العربية                                                                المجزوءة: مناهج نقدية حديثة  
  الأستــاذ: محمد غازيــــــوي                                                           المرحلـــة: التحليل
السنة الثانية من سلك الباكلوريا                                                  كتاب الممتاز في اللغة العربية      
مسلك الآداب والعلوم الإنسانية                                    
تحليل نصي لقصيدة "الليل والفرسان"
                                                                                                      عبد الله شريق
  تحليـــل النــص
معجم النص
     يتبين من خلال مصطلحات النص ومفاهيمه أن الناقد ارتكز على المنهج البنيوي في تحليله للنص، لذلك نجد مجموعة من الحقول الدلالية المتعلقة بمستويات النص، وهي:

المستويات
المصطلحات والمفاهيم
المستوى الإيقاعي
التشكيلات الإيقاعية، تفعيلة"متفاعلن"، الترديدات الصوتية، التقابلات التركيبية، الحقل الصوتي...
المستوى المعجمي
الحقل الاجتماعي، الحقل الوجداني، علاقات التكرار والترادف والترابط، الكلمات والأوصاف الدالة على الحزن، حقوله الدينية والواقعية والتراثية...
المستوى التركيبي
الجملة الفعلية والخبرية القصيرة، الجمل الإنشائية، أفعال المضارع، صيغ الحال والنعت والتعجب والجملة الإسمية، تركيب بلاغي،...
المستوى التصويري
صورة كلية كبرى، صورة الليل ككائن ،الصور البيانية الجزئية، الصور الرمزية، الصورة الكبرى، شعرية الرمز والمشابهة، الانزياح اللغوي والتركيبي...
المستوى الدلالي
التأويل الدلالي، السيميائي، بنى وأنساق رمزية، صراع وتضاد، بنية التضاد والتوالد، بنية الحضور والغياب....

     نستنتج مساهمة كل هذه المستويات النصية في تجسيد صورة الليل كرؤيا رمزية، عبر من خلالها الشاعر عن دلالة الحزن والإحباط والسيطرة، كما ساهمت في إبراز حالة التردي والهمود في الواقع العربي.
     كما نستنتج من خلال المصطلحات والمفاهيم الكثيرة والمتنوعة الواردة في الحقول الدلالية أن الناقد يتوفر على عدة مصطلحية قوية أسعفته في تحليل النص تحليلا بنيويا شموليا ونسقيا.
مفاهيم المنهج البنيوي في النص
     ارتكز الناقد على مجموعة من المفاهيم والمصطلحات البنيوية إما بشكل صريح أو ضمني/ ويمكن استعراض بعضها كالآتي:
-        مفهوم البنية: وذلك من خلال التعامل مع القصيدة كبينة كبرى تتكون من بنيات صغرى(مستويات).
-        مستويات النص، العلاقات التناصية، تفكيك مكوناتها...
-        مفهوم النسق/النظام:  ويظهر ذلك من خلال اعتبار  النص منظومة أو شبكة من المستويات اللغوية(الإيقاعية، المعجمية، التركيبية...).
-        مفهوم الدال والمدلول: حيث تشتغل المكونات اللغوية كدوال تحيل على مدلولات.
-        مفهوم السياق: يتطلب هذا المفهوم تحليل الرؤيا الرمزية والواقعية للقصيدة على أنها تتجاوز القصيدة المدروسة إلى الديوان ككل، يقول الناقد:"...بل إنها تشكل تيمة جوهرية في عالم الرؤيا الشعرية المميزة للديوان ككل...".
منهجية بناء النص
      سلك الناقد قياسا استنباطيا انطلق بموجبها من فرضية أن الشاعر عبر في قصيدة(الليل والفرسان) عن الظلامية التي تسود المجتمع العربي، ثم تتبع حضور هذه الظلامية من خلال تحليل مستويات القصيدة، وفي آخر النص أكد على صحة الفرضية وذلك بتحديد النتيجة النهائية وهي: مفتاح القصيدة هو كلمة الليل.


الأساليب الحجاجية المعتمدة
    وظف الناقد مجموعة من الأساليب الحجاجية أثناء تحليله للقصيدة، وذلك حتى يقنعنا برؤيتها الرمزية، ونقتصر على ذكر الأساليب الآتية:
-        التمثيل: يقدم الناقد مجموعة من الأسطر الشعرية للتدليل على القضايا التي يدرسها في كل مستوى من مستويات النص.
-        الشرح والتفسير: تتبع الناقد تحليل كل مستوى من مستويات القصيدة بالتفسير والشرح، ويظهر ذلك من خلال: (في المستوى الإيقاعي وظف الشاعر...- وعلى المستوى المعجمي تتوزع...)
-        التضاد: ورد في النص الكثير من المصطلحات والألفاظ المتضادة ومنها: (يقلليكثر –جملة خبرية ≠ جملة إنشائية – أفعال الماضي ≠ أفعال الحاضر...)
-        الإثبات والتوكيد: يتميز النص بالطابع الاستدلالي، ومن الأمثلة على ذلك:(لذلك فإن الطابع الإيقاعي...-وبذلك فإن القصيدة...-والنتيجة التي نصل إليها...- وهكذا نلاحظ أن مفتاح هذه القصيدة...- وبهذا يتكامل تحليلنا...)
وسائل الاتساق
      يتعزز البعد الحجاجي للنص بتوظيف الناقد لروابط لغوية حققت للنص اتساقه، ومنها الإحالة التي تكون تارة بواسطة الضمائر، وتارة بواسطة أسماء الإشارة(لهذه القصيدة، تلك الرؤيا...)، وتارة بواسطة الأسماء الموصولة(التي، الذي، ما،..)، وتحقق الاتساق كذلك عن طريق الوصل بأنواعه؛ كالربط التماثلي الذي تحقق بأدوات العطف(الواو، ثم، أو...)، وروابط أخرى أفادت الربط العكسي والسببي مثل:(لكن، من خلال، إلا إذا، لذلك، على أن...)،أما الاتساق المعجمي فتحقق من خلال تكرار بعض الكلمات(النص، القصيدة، الشاعر، المستوى، الليل، واقع، الرؤيا، الرمزية...).
مبادئ الانسجام
      يفترض الناقد في القارئ توفره على إمكانيات معرفية لإنجاز قراءة منسجمة اعتمادا على ما لديه من معرفة خلفية تتعلق بـ : (المناهج النقدية – المنهج البنيوي تحديدا- الشعر والشعر المعاصر..)، بالإضافة إلى ما يرتبط بها من مفاهيم، وبهذه المعرفة الخلفية يستطيع القارئ وعن طريق مبادئ(التشابه، والحذف، والبناء...)، والعمليات الذهنية كـ (الأطر والسيناريوهات والخطاطات)، أن يفهم النص ويؤوله تأويلا صحيحا.
التركيب
      من ختام تحليلنا يحق لنا الجزم أن الناقد قد اعتمد مقاربة علمية وموضوعية في دراسة النص الشعري(الليل والفرسان)، ويتجلى ذلك من خلال نهجه لمرحلتين: مرحلة التفكيك، وفيها قام بتشريح النص إلى مستوياته اللغوية، ثم مرحلة إعادة التركيب، التي تم فيها الربط بين المستويات السابقة للوصول إلى نتيجة نهائية. ومن خلال المرحلتين عمل الناقد على تفعيل المنهج البنيوي باستثمار مصطلحاته(مفهوم البنية، النسق، الدال والمدلول، السياق، المستويات...). ولتوضيح الناقد لأفكاره وإقناع القارئ بها سلك الناقد استراتيجية منهجية وحجاجية وأسلوبية واتساقية تقوم على الآليات التالية (القياس الاستنباطي، الاستشهاد، التمثيل، التضاد...)، فضلا عن توظيف لغة تقريرية مباشرة وأسلوب خبري وروابط اتساقية متنوعة. ولضمان قراءة صحيحة ومنسجمة للنص راهن الناقد على الخلفية المعرفية للقارئ المتلقي الذي سيعتمد على مجموعة من المبادئ الذهنية لفهم النص وتأويله.
       بقي أن نشير إلى أنه رغم التحليل الموضوعي والمتماسك للنص والمبني على المنهج البنيوي، فإنه يمكن القول إن المنهج البنيوي غير كافٍ للإحاطة بالنصوص الأدبية من جميع جوانبها لأن هاته الأخيرة هي شبكة من العوامل التاريخية والاجتماعية والنفسية وليست نسيجا لغويا فقط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحليل الشمولي لمؤلف ( الشعرية العربية ) أدونيس

منهجية مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

الوعي الكائن والوعي الممكن في قصيدة "سبتة" لأحمد المجاطي(الفهم)