القراءة التوجيهية لمؤلف (ظاهرة الشعر الحديث)


المادة : اللغة العربية                                                                    دروس مادة المؤلفات
الأستاذ: محمد غازيوي                                                المستويات: الثانية أدب – الثانية علوم إنسانية

الدرس الأول : دراسة في عتبات المؤلف
مدخل
النقد لغة من نقد الشيء ليختبره أو ليميز جيده من رديئه.واصطلاحا يمكن القول إن:
-         النقد حوار وتواصل مع النصوص بشكل خاص يتوخى صياغة أسئلة أو التفكير في أخرى.
-         النقد ممارسة وإنتاج ،أو هو رؤية ذات طبيعة متميزة.
-         النقد الأدبي من أهم الدراسات وألزمها لتذوق الأدب، وتأريخه، وتمييزعناصره، وشرح أسباب جماله وقوته.
    وبصفة عامة فالنقد هو الحكم الأدبي، ومن ثمة ينظر إلى الناقد بوصفه خبيرا يوظف جهازا مفاهيميا، ويختلف حكمه باختلاف المناهج والنظريات. ويعتبر كتاب"ظاهرة الشعر الحديث" من المؤلفات النقدية التي تدرس الشعر الحديث، والذي سنحاول مقاربته من خلال أبعاد متنوعة من بينها: جرد أهم الموضوعات، وتحديد المنهجية المعتمدة فيه، والتعرف على أسلوبه، وتحديد البنية العامة له.   
I.القراءة التوجيهية
1.    جنس المؤلف
   يعد كتاب (ظاهرة الشعر الحديث) من طلائع البحوث النقدية المغربية التي أنجزت حول الشعر الحديث في وقت كانت فيه المعرفة بهذا الشعر ضيقة ومحدودة.كتاب  ظاهر ة الشعر الحديث إذن تناول نقدي أصيل لمسار تطور الشعر العربي الحديث اعتمد فيه أحمد المعداوي المجاطي على المنهج العلمي الذي ينهل من الممارسة الأكاديمية له.  
2.    نبذة عن حياة الناقد
    أحمد المعداوي المشهور بالمجاطي شاعر وناقد مغربي، ورائد من رواد الشعر الحديث بالمغرب (1936-1995).أثناء مسيرته الدراسية والتدريسية تنقل بين المغرب وسوريا وبين عدة جامعات مغربية(فاس - الرباط).
     المجاطي من أبرز شعراء الستينات من القرن العشرين له ديوان واحد(الفروسية)الذي نال عنه جائزة ابن زيدون للشعر بمدريد سنة(1984)،كما نال عنه جائزة المغرب الكبرى للآداب والفنون سنة(1987).للمجاطي كتابان نقديان هما: أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث– ظاهرة الشعر الحديث. 
3.    قراءة في العنوان
   يضطلع العنوان بوظيفة الإشارة إلى بداية النص ويوحي بمضامينه ونوعيته، وهو جزء لا يتجزأ من النص ومن عمل المؤلف لذلك لابد من تحليله وإبراز معانيه.
      يتكون العنوان ظاهريا من ثلاث كلمات تحمل كل واحدة منها دلالة خاصة لابد من تعميق النظر قصد توضيحها، فالظاهرة هي كل ما يدركه أو يعلمه شخص واع سواء تعلق الأمر بالنظام الطبيعي أم العقلي، والظاهرة مصطلح يتلون تبعا للحقل الذي ينتمي إليه. وبذلك فالظاهرة الأدبية هي مجمل ما أنجزه العقل البشري من أجناس أدبية مختلفة وهي تتشكل من أطراف ووسائل ومؤسسات.
    أما "الشعر" فهو مصطلح مأخوذ لغة من (شَعَرَ) بمعنى علم وفطن وعقل. أما في الاصطلاح فغلب على القول المنظوم المرتبط بالوزن والقافية. أو هو شكل تعبيري يعتمد في مادته على  اللغة والوزن.
    ومصطلح "الحديث" يعني الجديد من الأشياء وهو ضد القديم، في حين مصطلح "الشعر الحديث" يشير إلى مرحلة زمنية من عمر الشعر العربي أطلق عليها تسميات مختلفة منها(الشعر المنطلق- الشعر الحر- الشعر المعاصر- شعر التفعيلة...)،وهذه التسميات في نظر المجاطي تتسم بالجزئية والشكلية مما جعله يختار هذا المصطلح(أنظر الإحالة ص56 من المؤلف).
4.    خطاب المقدمة
   لم تأت مقدمة "ظاهرة الشعر الحديث" كباقي مقدمات الكتب النقدية التي تكون بمثابة توطئة، أو عتبة ممكن أن نستجلي من خلالها ما تضمنه الكتاب من موضوعات، وإنما جاءت معنونة ب "الشعر العربي بين التطور والتطور التدريجي" وهي مقدمة بالأساس للفصل الاول، أثار فيها المجاطي مجموعة من الموضوعات منها:الشروط الضرورية لتطور الشعر العربي(الاحتكاك الفكري مع الثقافات الأجنبية، وتوفر الحرية للشعراء)،والحركتان التجديديتان اللتان ظهرتا في الشعر العربي وعلاقتهما بالنقد التقليدي.
5.    خطاب الخاتمة
   عادة ما تنطوي الخاتمة على خلاصات وأبعاد ،لكن خاتمة المؤلف نحس فيها وكأن المجاطي لازال في صراع مع النقاد يناقش أفكارهم ويساجلهم خاصة فيما يخص قضية غموض الشعر التي أرجعها إلى عاملين:الأول يعود إلى الحداثة نفسها ،والثاني يعود إلى كون القصيدة الحديثة تتطلب ذوقا جديدا وطريقة جديدة في الفهم.إذن بدل أن تكون الخاتمة تلخيصا للنتائج حولها المجاطي إلى فضاء للنقاش والمساجلة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحليل الشمولي لمؤلف ( الشعرية العربية ) أدونيس

دراسة نص : رثاء وتذكر

دراسة المقتطف الأولي: الفصل الأول من الشعرية العربية لأدونيس