القراءة التوجيهية لمؤلف الشعرية العربية أدونيس
دروس مادة المؤلفات
الأستاذ: محمد غازيوي المستوى: الأولى أدب و علوم إنسانية
المادة : اللغة العربية الشعرية العربية أدونيس
الدرس الأول : دراسة
في عتبات المؤلف
مدخل
النقد لغة من نقد الشيء نقره ليختبره أو ليميز جيده من رديئه. واصطلاحا
يمكن القول إن النقد هو:
-
حوار
وتواصل مع النصوص بشكل خاص يتوخى صياغة أسئلة أو
التفكير في
أخرى.
-
ممارسة
وإنتاج ،أو هو رؤية ذات طبيعة متميزة.
-
خطاب على خطاب
(الانتاج الادبي)، وهو لغة واصفة
-
النقد
الأدبي من أهم الدراسات وألزمها لتذوق الأدب، وتأريخه،
وتمييز عناصره، وشرح
أسباب جماله وقوته.
وبصفة
عامة فالنقد هو الحكم الأدبي، ومن ثمة ينظر إلى الناقد بوصفه خبيرا يوظف جهازا
مفاهيميا، ويختلف حكمه باختلاف المناهج والنظريات. ويعتبر كتاب" الشعرية
العربية" من المؤلفات النقدية التي تدرس الشعر العربي، والذي سنحاول
مقاربته من خلال أبعاد متنوعة :موضوعاتية ولغوية ومنهجية وحجاجية وأسلوبية.
I.القراءة التوجيهية
1.
جنس المؤلف
يندرج
كتاب(الشعرية العربية) ضمن المؤلفات النقدية التي تعالج الظواهر الأدبية وأساليبها
المختلفة وتبين نواحي القوة والضعف فيها. وتوظف من أجل ذلك مجموعة من الخطوات
والإجراءات، كما توظف جهازا من المصطلحات والمفاهيم التي تشكل لغة النقد ووسيطه
للحديث عن النص الأدبي .
كتاب ( الشعرية العربية) إذن
تناول نقدي أصيل لمسار تطور الشعر العربي تناول فيه أدونيس كل القضايا التي تهم
رحلة الشعر العربي في رحلته الطويلة من الجاهلية الى الوقت الراهن.
2.
نبذة عن حياة الناقد
هو علي أحمد سعيد الملقب بأدونيس شاعر وناقد سوري ومترجم، لم يدرس بأي مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة
لكنه حفظ القرآن الكريم على يد أبيه كما حفظ بعض المتون الشعرية القديمة.
-
ألقى سنة
1944 قصيدة وطنية أمام رئيس الجمهورية السورية فنالت إعجاب هذا الأخير وهو ما كان سببا في إرساله إلى المدرسة
الفرنسية في (طرطوس)، حيث حصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق سنة1954.
-
التحق
بالخدمة العسكرية(1954-1956) .
-
التقى
أدونيس بالشاعر يوسف الخال بلبنان فأصدرا مجلة (شعر) سنة1975، أصدر أدونيس كذلك
مجلة(مواقف)(1969-1994).
-
حصل على شهادة دكتوراه الدولة في الأدب سنة1975
وأصبح منذ 1981 أستاذا في جامعات ومراكز
للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا.
-
من
الجوائز التي أحرز عليها:- الجائزة الكبرى ببروكسيل1976- جائزة الشعر السوري
اللبناني بأمريكا 1971- جائزة ناظم بإسطانبول 1995 – جائزة بإيطاليا1994 وسنة 1998 و سنة 2000 -- ( عشر جوائز)
-
من دواوين
أدونيس:- قصائد أولى 1957- هذا هو اسمي – أبجدية ثانية- الأعمال الشعرية الكاملة
سنة 1988....(16 كتاب).
-
ومن
مختاراته الشعرية: مختارات من شعر يوسف الخال – مختارات من شعر السياب – مختارات
من شعر الرصافي...(7 مختارات ).
-
ومن
مؤلفاته النقدية:- مقدمة للشعر العربي -
زمن الشعر - الثابت والمتحول
- سياسة الشعر – النظام والكلام، ومنها
كتاب الشعرية العربية قيد الدراسة(11 كتاب)..
3.
قراءة في العنوان
يضطلع
العنوان بوظيفة الإشارة إلى بداية النص ويوحي بمضامينه ونوعيته، وهو جزء لا يتجزأ
من النص ومن عمل المؤلف لذلك لابد من تحليله وإبراز معانيه. عنوان مؤلف أدونيس من
فصيلة العناوين الخبرية، فقد جاء جملة اسمية خبرية بسيطة، حذف منها الخبر
لسهولة تقديره(موجودة ، كائنة، حقيقية..).
جاء المبتدأ معرفا (الشعرية) بينما تم الإخبار عنها عن طريق الوصف(العربية) .
العنوان قائم على
التساند التركيبي والدلالي. وهو يتركب
ظاهريا من كلمتين لكل واحدة دلالتها الخاصة لابد من تعميق النظر قصد تحديدها:
الشعرية: هي مصطلح مشتق من الشعر، والشعر مصطلح مأخوذ لغة من (شَعَرَ) بمعنى علم وفطن
وعقل. أما في الاصطلاح فغلب على القول المنظوم المرتبط بالوزن والقافية. أو هو شكل
تعبيري يعتمد في مادته على اللغة والوزن.
ومصطلح الشعرية له تعاريف تختلف من ناقد لأخر بحسب المرجعيات والمنطلقات فقد نجد
أنها تعني:
= جملة من السمات والقوانين المشتركة التي تضبط فئة من النصوص.
= الشعرية من بين
الأجناس الأدبية أي النصوص الشعرية
= الشعرية مجموعة من العلاقات النصية يكون موضوعها المتعاليات النصية: معمارية النص، والتناص ،
والنص الواصف...
= الشعرية فن أدبي أو بعبارة أخرى إبداع لغوي. وهذا يجعل مناها أشمل ليستوعب كل المقاربات التي اهتمت ببنيات النص
ودلالاته وتداوله.
يأتي عنوان الشعرية العربية إلى جانب عناوين شبيهة مثل: الشعرية
العربية لجمال الدين بن الشيخ. والشعرية العربية لرشيد يحياوي.
ونستشف من خلال تأمل العنوان أن أدونيس يتعامل مع الشعرية بوصفها
مفردا بصيغة الجمع فهي تتعدد وتتنوع بالنظر إلى خصوصية كل أمة هكذا يصح ان نتحدث
عن الشعرية العربية إلى جانب الشعرية الفرنسية والشعرية الروسية...
وبتصفحنا لمحاور المؤلف نخلص إلى أن أدونيس يقصد
بالشعرية كل القضايا التي تهم
الشعر العربي في رحلته الطويلة من الجاهلية إلى وقتنا الحالي. لكن أدونيس يقربنا
من مفهوم الشعرية في كتابه (سياسة الشعر 1996) حيث يقول: (إن الوزن ليس مقياسا
وافيا أو حاسما للتمييز بين النثر والشعر وإن هذا المقياس كامن، بالأحرى،
في طريقة التعبير، أو كيفية
استخدام اللغة، أي في الشعرية ).
4.
خطاب المقدمة
لم
تأت مقدمة " الشعرية العربية " كباقي مقدمات الكتب النقدية التي تكون
بمثابة توطئة، أو عتبة ممكن أن نستجلي من خلالها ما تضمنه الكتاب من موضوعات،
وإنما قدمت من طرف شاعر وناقد غربي وهو إيف بونفو(Yves Bonnefoy) أثار فيها هذا الناقد مجموعة من الموضوعات منها:
-
ظروف كتابة الكتاب، وهي أن الشعرية العربية عبارة عن أربع
محاضرات ألقاها أدونيس سنة 1984 بالكوليج دو فرانس بدعوة من جمعية أساتذتها غايتهم
التعرف على الشعرية العربية.
-
الغاية هي الترحيب بأدونيس والتنويه بذكره وقدراته النقدية والشعرية.
-
تندرج هذه المحاضرات في إطار التبادل الثقافي بين شعوب
ضفتي المتوسط وذلك لتعزيز ودعم التجارب المشتركة.
-
دراسة أدونيس
تبرهن على وحدة الإبداع الشعري عبر العصور
-
دعوة بونفو إلى ضرورة ترجمة النصوص العربية التي أشار
إليها ادونيس في كتابه وتوسيع دائرة الاهتمام باللغة العربية وبآدابها في فرنسا.
وتأمل الشعر في ذاته وليس بوصفه وسيلة تسلية أو وسيلة للتعلم.
تعليقات
إرسال تعليق